كان هناك حطّاب جديد انضم إلى العمل تحت إشراف الملك. أظهر الحطّاب حماسًا كبيرًا وتفانيًا في عمله، مما جعل الملك معجبًا جدًا به. في الشهر الأول، بذل الحطّاب كل جهده وتمكن من قطع 18 شجرة، الأمر الذي أسعد الملك كثيرًا.
في الشهر الثاني، استمر الحطّاب بنفس الحماس والجهد، لكنه لم يتمكن من قطع سوى 15 شجرة. ورغم محاولاته المستمرة في الشهر الثالث، لم يقطع سوى 12 شجرة فقط.
شعر الملك بالقلق وقرر زيارة الحطّاب لمعرفة سبب انخفاض إنتاجيته. وعندما سأله الملك عن السبب، أجاب الحطّاب: “ربما أصبحت ضعيفًا أو تقدمت في العمر ولم أعد أملك القوة اللازمة للعمل.”
ابتسم الملك وسأله: “متى كانت آخر مرة شحذت فيها فأسك؟” تفاجأ الحطّاب بالسؤال وأجاب بأنه لم يشحذ فأسه ولو مرة واحدة منذ أن بدأ العمل.
أوضح الملك له أن السبب وراء انخفاض إنتاجيته ليس ضعف قوته أو تقدمه في العمر، بل عدم اهتمامه بصيانة أدواته. الفأس التي لا تُشحذ تفقد فعاليتها، مهما كان الجهد المبذول.
العبرة
من المهم أن تعمل بجد وتبذل قصارى جهدك لتحقيق أهدافك، لكن من الضروري أيضًا أن تهتم بنفسك وبأدواتك. في الحياة، “شحذ الفأس” يعني أخذ وقت للراحة، وتطوير مهاراتك، ومراجعة أولوياتك.
العمل الجاد وحده لا يكفي إذا لم تكن هناك لحظات للتفكير، والتخطيط، والتجديد. كما أن التوازن بين العمل والحياة الشخصية أمر ضروري. خذ وقتًا لتستريح، وخصص وقتًا لعائلتك، واعتنِ بنفسك. هذا لا يعني التوقف عن العمل، بل يعني تحسين أدائك وزيادة إنتاجيتك بطريقة ذكية ومستدامة.
تذكر دائمًا أن الجهد وحده ليس كافيًا. يجب أن يكون هناك وعي بأهمية تحسين الأدوات والمهارات لتحقيق النجاح المستمر.