الجانب الآخر من المشكلة

0
77
The-other-side-of-the-problem

كان الأب مشغولاً بإنجاز عمل مكتبي. وكان طفله البالغ من العمر 10 سنوات يأتي إليه مرارًا وتكرارًا ليسأله أسئلة مختلفة ويزعجه. بدأ الأب يشعر بالانزعاج من تصرف الطفل.

وفي محاولة لإيجاد حل، فكر الأب: لماذا لا أعطي الطفل عملاً يشغله لبضع ساعات؟ وبهذا أتمكن من إنهاء عملي بهدوء.

في المرة التالية التي جاء فيها الطفل، أخذ الأب كتابًا قديمًا. كانت هناك خريطة للعالم مرسومة على إحدى صفحاته. قام الأب بتمزيق تلك الصفحة إلى قطع صغيرة، ثم أعطى تلك القطع للطفل وقال: “هذه صفحة عليها خريطة العالم. قمت بتقسيمها إلى قطع صغيرة. عليك أن تعيد تشكيل خريطة العالم بترتيب هذه القطع. اذهب وأعد تركيبها. وعندما تنتهي، تعال وأرني النتيجة.”

أخذ الطفل القطع وذهب. هنا تنفس الأب الصعداء، معتقدًا أن الطفل لن يزعجه لساعات، وسيتمكن من إنجاز عمله بسلام.

ولكن بعد 5 دقائق فقط، عاد الطفل وقال: “بابا، انظر لقد أعدت تشكيل خريطة العالم.”

تفحص الأب الخريطة ووجد أنها مركبة بشكل صحيح. فسأله بدهشة: “كيف فعلت ذلك بهذه السرعة؟”

قال الطفل: “كان الأمر سهلاً جدًا يا بابا. الصفحة التي أعطيتني إياها كان عليها خريطة العالم من جهة وصورة كرتونية من الجهة الأخرى. قمت بترتيب الصورة الكرتونية، وعندما انتهيت منها، كانت خريطة العالم جاهزة تلقائيًا.”

ظل الأب ينظر إلى الطفل بصمت.

العبرة

غالبًا عندما نواجه مشكلة كبيرة، نعتقد أنها ضخمة ولا يمكن حلها. نركز على جانب واحد منها ونكوّن وجهة نظرنا بناءً على ذلك. لكن قد يكون لها جانب آخر، يمكن من خلاله العثور على حل بسهولة. لذلك، عندما تواجهنا مشكلة في الحياة، علينا أن نقيمها من جميع الجوانب. سنجد بالتأكيد حلاً بسيطًا في نهاية المطاف.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا