في قرية صغيرة، عاش فتى صغير يُدعى علي. كان علي معروفًا بطيب قلبه وأدبه الجم، ولكنه كان يعيش في بيئة لا يهتم فيها الآخرون كثيرًا بهذه القيم. وفي أحد الأيام، بينما كان علي يلعب خارج منزله، رأى رجلاً مسناً يحمل حقيبة ثقيلة ويبدو متعبًا للغاية. كان الرجل يمر عبر القرية باحثًا عن مكان للراحة، لكنه لم يجد أحداً يساعده.
مر العديد من الأشخاص بجانبه، لكنهم كانوا مشغولين بأعمالهم ولم يلاحظوا حاجته للمساعدة. حتى أن بعضهم نظر إليه بتجاهل واستمروا في طريقهم. أما علي، فشعر بالأسى لرؤية الرجل بهذه الحالة، فاقترب منه وسأله: “هل تحتاج إلى مساعدة، يا عمي؟”
ابتسم الرجل المسن وقال: “نعم، يا بني، حقيبتي ثقيلة وأحتاج إلى مكان للراحة.”
عرض علي على الرجل أن يحمل الحقيبة عنه، ورافقه إلى شجرة كبيرة حيث كان الظل يكسو الأرض، وجلس الرجل ليرتاح. ثم ذهب علي إلى منزله وجلب بعض الماء والطعام ليقدمه للضيف. شكر الرجل علي بحرارة على لطفه وكرمه، وقال له: “أنت فتى طيب القلب، لن أنسى أبداً مساعدتك لي.”
بعد بضعة أيام، عادت الأمور إلى طبيعتها في القرية، ولكن علي لم يتوقع أن تأتيه مفاجأة كبيرة. وصل إلى منزله وفوجئ بهدية صغيرة موضوعة عند الباب. فتح الهدية ووجد بداخلها رسالة من الرجل المسن، تقول: “عزيزي علي، لقد أظهرت لي أن اللطف والاحترام هما أغلى ما يمكن أن يقدمه الإنسان. أقدم لك هذه الهدية كعربون تقدير على قلبك الطيب.”
أدرك علي حينها أن أعماله الطيبة، حتى وإن كانت صغيرة، لها تأثير كبير على الآخرين. واستمر علي في مساعدة كل من يحتاج، وتعلم درساً هاماً في حياته: اللطف والاحترام لا يحتاجان إلى مقابل مادي، ولكنهما يجلبان السعادة الحقيقية.
العبرة من القصة:
تعلّم الأطفال من هذه القصة أن اللطف والاحترام تجاه الآخرين هما من أهم القيم التي يجب أن نتبناها في حياتنا اليومية. من خلال تقديم المساعدة للآخرين دون انتظار مقابل، يمكننا أن نساهم في جعل العالم مكانًا أفضل.